مـقـال الـديــن 9 بقلم سماحة آية الله السيد القزويني(دام ظله)
الدين يقوم على أركان والركن في اللغة هو الجزء الذي يعتمد عليه الشيء اي جزء قوامي بحيث اذا زال الركنزال ذلك الشيء كما تقول الركوع ركن من اركان الصلاة فكل صلاة بلا ركوع لا تعد صلاة لذا فهذه الامور التيسأذكرها هي اركان الدين لابد من الاعتقاد بها ولا يكفي اللقلقة اللسانية بل لابد من اتباعه بالعقيدةالقلبية،فان اي تزلزل فيها وشك كفيل بأن يجر الانسان الي ما لايحمد عقباه وطرق تحصيل المعرفة بهذهالامور والايمان بها امر متاح وليس صعبا لكي يعتقد انها امور يستاحش الفرد من تحصيلها،وقد يعبر عنهافي الألسن بأصول الدين الاصول جمع مفرده الاصل وهو الاساس الذي يقوم عليه الشيء فمن هذه الناحيةلافرق بين بيت الاصول والأركان ،فأصول الدين عندنا خمسة:
١– التوحيد
٢– النبوة
٣– الامامة
٤– المعاد
٥– العدل
وقبل بيان كل اصل او كل ركن من اركان الاسلام عندنا اود التنويه الى نقطة وهي ان الله جل وعلا في بعثهالانبياء وتنصيبه الاوصياء وانزاله الكتب يبين الامور التي تعطي الانسان القابلية على الجري على الطريقالذي يريده الله نفسه وما به السبيل للوصول الى رضاه اولا والى السعادة الدنيوية والاخروية اما فيمايخص التشريعات والتكاليف فمعلوم ما فيها من المصلحة التام الذي لأجله شوع حكم من الاحكام واما الامورالعقائدية المتعلقة بالاصول الاعتقادية فبيان الشرع فيها من طريق النبي او الامام انما هي ارشادية لاينبغي الاعتماد عليها وتزسيس العقيدة من دون اطمينان قلبي ، اقصد التالى:
النبي او الامام اذا بين في توحيد الله امرا وقال ان الله واحد احد لا شريك له فلا يكفي للتصديق بهذا الامرالعقائدي مجرد ان النبي قال ذلك بل تعتمد على قول النبي او الامام كطريق وارشاد ليكون لك معرفة انتتختص بها تفاض علك من فكرك وتأملك فقط حتى يتفجر الايمان في قلبك بمساعدة هذه الايات والرواياتوالا مجرد ان النبي قال او الامام فلا يكفي في ذلك اعتقادا ، فدور النبي والامامفيما يخص هذه المسألة تنقيةالعقيدة وصونها عما يظن الانسان فيه خطأ واضرب مثلا:
الكفار في الجاهلية كانوا يعتقدون بوجود الله لا شك ولكنهم ارادوا ان يتقربوا الى الله فابتدعوا عبادةالاصنام ظنا منهم ان هذا العمل يقربهم الى الله زلفى كما ذكر القرآن ذلك (الا لله الدين الخالص والذين اتخذوامن دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيع يختلفون ان الله لايهدي من هو كاذب كفار)(الزمر:٣) لكن جاء النبي محمد(ص) ونهاهم عن ذلك وطلب منهم التوحيد الخالصوان الذي تفعلون ليس صحيحا ولا يستوجب القرب المنشود في كل عبادة وان هذا شرك بالله لا يرتضيهالمولى نفسه جل وعلا وشرع في تنقية العقيدة من شوائب تراكمت عبر السنين لابتعادهم عن الدين ونتيجةلما قام به البعض من تحريف وتشويه لكل الاحكام السماوية السابقة التي افرزت هذا الانحراف ثم وضعهمعلى الجادة السليمة الصحيحة وهي العلة التي لاجلها بعث صلوات الله وسلامه عليه وآله اجمعين اذن:
القضية الاعتقادية ليست خاضعة للهوى الانساني وليست خاضعة للاجتهاد نعم الاجتهاد في مرحلة فيطريق ينتهي الى ايمان بعقيدة لا بأس به كما سنبينه