مفاهيم شرعية الحلقة 10 بقلم سماحة آية الله السيد زهير القزويني(دام ظله)

مفاهيم شرعية الحلقة 10 بقلم سماحة آية الله السيد زهير القزويني(دام ظله)

مفاهيم شرعية 10 ( لا تقليد في اصول الدين )
بقلم سماحة آية الله السيد زهير القزويني(دام توفيقه)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ثم اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
التقليد – كما عرفت – عبارة عن العمل على طبق فتوى الفقيه الجامع للشرائط ،وهذا مما يدفع العقل صاحبه للجري على هذا القانون اذا أراد المكلف أن يفرغ ذمته من الاشتغال بالتكليف الشرعي حتى لايقع في مسائلة يوم القيامة لو كان العمل غير صحيح وهو أمر يستتبع استحقاقا للعقوبة.
لكن التقليد غير جائز في أصول الدين لماذا؟
الجواب : أولا لأن أصول الدين وأعني
التوحيد والنبوة والامامة والمعاد والعدل ليس عملا يتَّبع فيه فتوى الغير بل هو أمور مطلوب الاعتقاد واليقين بها من غير تقليد والاعتقاد مشتق من الشدة العقد المؤدي الى الصلابة والقوة أي عقد القلب على تلك الامور من غير شك ولا ريب ،لذا التقليد ليس طريقا للاعتقاد بصحة مايقول الفقيه لو كان القلب شاكا في نفسه بأصول الدين ولكنه اعتقد بصحة مايقوله الفقيه بل وعقد قلبه على صحة ذلك لا يكفي ذلك في الاعتقاد بل لابد من البناء وعقد القلب والتصديق بأصول الدين بحيث اذاسؤل عنها قال ايماني بها يقيني وثباتي عليها لايدانيه شك.
وهنا مسألة استطرادية وهي أن علماءنا سابقا كانوا يبدأون وقبل الدخول في الرسالة العملية بذكر الاصول العقائدية وانه لابد من الاعتقاد بكذا والايمان بكذا ألا يعد هذا تقليدا؟
لا هذا ليس من التقليد المذموم الذي ذكره الله تعالى في القرآن الكريم (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) وقوله تعالى(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) بل انما الفقيه يذكر العقائد والروايات المستدل بها لتسهيل الامر على المكلف في معرفة العقائد الحقة إذ لايشترط في الاصول الاعتقادية ان يكون بحثك شخصيا حتى تهتدي الى العقيدة الحقة لانها من المقدمات ويكفي حصول اليقين من قول الغير ،مثلا أن تتأمل تارة في السماوات والارضين حتى يحصل ولك اليقين واخرى يخبرك شخص ما بالدليل العقلي بان هذا الكون ينتهي الى خالق ثم آمنت يكفي ذلك لأن االمطلوب هو الايمان بالجنان وكيفية حصول ذلك ليست دخيلة فيه