مقال الدين 21 بقلم آية الله السيد زهير القزويني(دام ظله)

مقال الدين 21 بقلم آية الله السيد زهير القزويني(دام ظله)

أما الصفات السلبية وهي صفات الجلال

وهي على ما هو المذكور في كتاب الباب الحادي عشر سبع، ونقصد بالصفات السلبية أي نفي ما لا يليق به من الصفات أي النفي الذي يكون باستعمال أداة السلب وهي لا أو ليس تقول اذامثلااذا اردت نفي الجبنعن زيد تقول انه ليس بجبان أو تقول ان زيدا رجل لا جبن فيه وتطبيقها على الله انما يكون بنفي الصفاتالتي لا تليق به كون ربا واجب الوجود خالقا، ذكروا انها سبعة وهي:

أنه ليس بمركب: لأنه لو كان مركبا لكان محتاجا الى أجزائه لأنك تعلم ان المركب انما يعتمد على اجتماع أجزائه فاذا احتاج الى أجزائه كان ممكنا لان الاحتياج والفقر من لوازم الإمكان

الثانية: انه ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر ويعرفون الجسم بأنه ما كان يشغل حيزا أو مكانا في وجوده اي يحتاج الى المكان وهذه أيضا لا يصح ان تكون صفة لواجب الوجود ومثله العرض المفتقر الى الجوهر في الوجود وكل هذا من علامات الإمكان لا واجب الوجود

الثالثة: انه تعالى ليس محلا للحوادث لان الانفعال عن غيره وكذا لامتناع النقص عليه

الرابعة: انه لا يرى بالعين وذكرنا وجه ذلك فيما سبق فلا إعادة

الخامسة: انه لا شريك له والدليل عليه اجماع الأنبياء على ذلك بلا حاجة لتجشم الاستدلال وكما أثبتهاالحكماء في محله وأيضا لدليل المتكلمين ويطلقون عليه دليل التمانع ومعناه المستفاد من قوله تعالى (لوكان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) وشرحه:

أن لو كان لله شريك لأدى ذلك الى فساد نظام الوجود وهو باطل اذ ان نظام الوجود كما ترى ليس فاسدا وهو ينفي وجود الشريك وعلى تقدير انا قلنا ان لله شريك لأنه لو تعلقت إرادة أحدهما بإيجاد جسم متحرك ماذاستكون إرادة الآخر؟ اما سكونه او حركته أيضا فلو وقع ما ارادا معا فيلزم على تقدير مخالفة أحدهما للآخران يخلو الجسم من الحركة لأنه أراده الآخر ساكنا ومن السكون لأنه أراده الاول متحركا وهذا مستحيل لانالجسم اما ساكن او متحرك اما لا متحرك ولا ساكن فهذا باطل قطعا.

وأما إذا اجتمعت ارادتهما فلابد من ترجيح احدى الارادتين وترجيح أحدهما بلا مرجح ولو تقدمت احدىالارادتين دون الأخرى لكان الآخر عاجزا فاذا كان عاجزا معناه تعطل ارادته وهو الذي يؤدي الى فساد نظام الوجود

السادسة: نفي المعاني والأحوال عنه تعالى

لأن بعض فرق المسلمين يقولون ان الله عالم بعلم وقادر بقدرة وليس العلم والقدرة عين ذاته كما نقول نحن الشيعة العدلية لماذا يكون ما ذهبوا اليه خاطئا؟ لأنه تعالى لو كان احتاج الى علم ليعلم او قدرة ليقدر لكان مفتقرا محتاجا اليهما، والافتقار دليل الإمكان والاحتياج

السابعة: انه تعالى غني ليس بمحتاج لأن وجوب وجوده بنفسه دون غيره يقتضي استغناؤه عنه وافتقارالباقين اليه.