مفاهيم شرعية الــحــج الحلقة الثانية بقلم سماحة آية الله السيد زهير القزويني (دام ظله)
والأحسن في الخيرة تقديم تحميد وتمجيد وثناء وصلوات وتوسل وما يحسن من الدعاء اليها ،وأفضلها بعدركعتين للاستخارة او بعد صلوات الفريضة أو في ركعات الزوال او في آخر سجدة من صلاة الفجر او فيآخر سجدة من صلاة الليل او في سجدة بعد المكتوبة او عند رأ س الحسين او في مسجد النبي وجميع هذاالموارد ورد به الخبر ، ويشبه تلك الموارد الاستخارة في المكان الشريف يستجاب فيه الدعاء عادة كالمشاهدالمشرفة أو حال معين كحال السجود او اقبال القلب على الطاعات او زمان كليالي القدر مثلا او ليلة الجمعة،ومن اراد التفصيل فليطلبه في مواضعه كمفاتيح الغيب للعلامة المجلسي (قده) والوسائل ومستدركالوسائل .وقال صاحب العروة (قده) اذا عرفت ان الاستخارة محض دعاء والتوسل وطلب الخير وانقلاب امرهاليه وبما عرفت من عمل السجاد (ع) في الحج والعمرة ونحوهما يعلم ان الاستخارة راجحة للعبادات ايضااي ان يستخير اذا اراد الاقدام على عبادة كحج او عمرة(ينبغي الملاحظة هنا ان المراد من الحج هنا خصوصالمستحب والا فان الواجب لا يستخار فيه) ولايتعين اخذ الخيرة قبل التردد والحيرة .
ثانيها: اختيار التي يستحب فيها السفر من الاسبوع والشهر، فالمستحب من الاوقات في الاسبوع السبتوبعده الثلاثاء والخميس وهذه الاوقات التي ذكرناها مروية في روايات اهل البيت(عليهم السلام ) فلو أن حجرا زال عنجبل يوم السبت لرده الله الى مكانه.
وعن اهل البيت (عليهم السلام ) (اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبتها وخميسها )ويتجنب ما امكنه صبيحة الجمعهقبل صلاتها والأحد ، وقد روي (ان له حدا كحد السيف) أي كما ان السيف يبتر ويقطع كذلك السفر يوم الاحدله حد ومن الممكن ان يجر آثارا سيئة ، ويتجنب السفر يوم الاثنين لانه لبني امية وكذا يتجنب السفر يومالاربعاء فإنه لبني العباس خصوصا اذا كان آخر اربعاء من الشهر فانه يوم نحس مستمر.
ثم اعلم انه وردت الرخصة للسفر يوم الاثنين لكن بشرط ان يقرأ سورة هل أتى على الانسان في اول ركعة من صلاة صبح يوم الاثنين فانه يقيه الله به من شر يوم الاثنين ، وليتجنب السفر والقمر في المحاق او في برجالعقرب أو صورته فعن الصادق (عليه السلام ) ( من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى) .
* وقد عدوا اياما من الشهر ينبغي التجنب عنها اعتبروها منحوسة يتوقى السفر فيها ، او يبتدأ كل عملجديد بها لكن حيث انه لم يقم دليل صالح عليها لم نتعرض له كما يعلم ايضا ان المراد من الشهور الفارسيةام العربية، ولا حاجة الى التوجيه وترك التطير بها والعمل بها اولى من باب ( ومن يتوكل على الله فهوحسبه) وعن النبي (صلى الله عليه واله ) (كفارة الطيرة التوكل)
وعن أبي الحسن الثاني (عليه السلام ) ( من خرج يوم الاربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفيمن كل عاهةوقضى الله حاجته) وله ان يعالج نحوسة ما نحس من الايام بالصدقة فعن الصادق (عليه السلام ) (تصدقواخرج اي يوم شئت) ، وكذا لو عارضه في طريقه ما يتطير به الناس ووجد في نفسه شيئا من ذلك تصدق،وليقل حينئذ: ( اعتصمت بك يارب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني ) ثم ليتوكل على الله وليمضي خلافالاهل الطيرة ، وفي السفر يستحب اختيار آخر الليل ويكره في أوله ، ففي الخبر :(الارض تطوى من آخرالليل) وفي خبر آخر:(اياك والسير في اول الليل وسر في آخره).انتهى
الطيرة كما في كتب اللغة:ما يتفائل به أَو يتشائم منه.