مفاهيم شرعية الـــحـــج الحلقة الأولى بقلم سماحة آية الله السيد زهير القزويني (دام ظله)

 

مقدمة في آداب السفر ومستحباته  لحج أو لغيره

وهي أمور :

أولها ومن أوكدها الاستخارة: #والاستخارة ان يطلب الخير من ربه ،وانه كيف سيقدر الله له الامر حال الترددفي أصل السفر أو في طريقه أو مطلقا ، فعادة الناس اخذ الخيرة عند التردد في أمر ما من هذه الأمور السفرفقد يتردد في أصل السفر وقد يتردد في طريقه مثلا ان يذهب عن هذه الجادة او تلك الجادة برا او بحرا أومطلق ما يتردد فيه ،وقد ورد الأمر مستفيضا بالاستخارة للسفر وكل أمر خطير أو مورد خطر ونعني بالخطيرهنا الاهمية القصوى التي عادة ما يداخل الانسان التردد فيه خصوصا عند الحيرة وعند اختلاف المشورةيعني اذا استشار جماعة في مسألة يود الاقدام عليها فاختلف الجماعة في النتيجة ذهب إلى الاستخارةلرفع هذا التردد وهذه الحيرة.

والاستخارة هي الدعاء لأن يكون خيره فيما يستقبل أمره ، فالمستخير إذا تردد في أمر استخار الله وطلب منهالخير فيما سيقع له فيها ،وهذا النوع من الاستخارة هو الاصل فيها واما ما عدا هذا من باقي الاستخاراتفلم يثبت بها دليل بل انكره بعض علمائنا ومن تلك الانواع ما يشتمل على التفؤل والمشاورة بالرقاعوالحصى والسبحة والبندقة وغيرها وسبب الانكار ان دليلها ضعيف لم تثبت به صحتها،ولكن لا بأس فيالعمل بها للتسامح

أقول : ذهب القدماء الى القول بالتسامح في ادلة السنن اي ان الضبط السندي ليس بتلك القوة فيالمستحبات بل هي قائمة على التسامح وهذا التسامح يجعلها مستحبة لكن القاعدة ليست ثابتة والضبطالسندي كما الضبط السندي في الحكم الشرعي بقول مطلق اي التسامح لايجعل الرواية الضعيفة صحيحة فيقول انها ورد الدليل بها.

الا الاستخارة التي هي بمعنى طلب الخير من الله فقد ورد بها الروايات الكثيرة في كتب الاصحاب تحثعليها، فعن الباقر والصادق(عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن) ،وعن الباقر (عليه السلام) أن عليبن الحسين (عليه السلام ) كان يعمل به اذا هم بأمر حج أو عمرة أو بيع أو شراد أو عتق ).

بل في كثير من رواياتنا النهي عن العمل بغير استخارة ، وانه من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لميؤجر.

وورد في كثير من الرويات ( ما استخار الله عبد مؤمن الا خار الله له وان وقع ما يكره) وفي بعضها :(الا رماهالله بخير الأمرين)وفي بعضها :(استخر الله مائة مرة ثم انظر أجزم الأمرين لك فافعله ، فان الخيرة فيه فانالخيرة فيه ان شاء الله) وفي بعضها(ثم انظر أي شيء يقع في قلبك فاعمل به) وليكن ذلك بعنوان المشورة منربه وطلب الخير من عنده ، وبناء منه أنّ خيره فيما يختاره الله من أمره.

والافضل ان يكون العمل بالخيرة على طبق ما جاءت به الرواية بان يكون اجراءها قبل ان يبدأ بمشورةالناس لان بدء مشورته منه سبحانه ، وان يكون مقرونا بطلب العافية ، فعن الصادق (عليه السلام ) (وليكن استخارتكفي عافية فانه ربما خير للرجل في قطع يده وموت ولده وذهاب ماله) واخصر صورة للاستخارة ان يقول(استخير الله برحمته) أو(استخير الله برحمته خيرة في عافية ) ثلاث مرات او سبعا او عشرا او خمسين اسبعين او مائة مرة أو مائة مرة ومرة ، والكل مروي وفي بعضها الامور العظام مائة والامور اليسيرة دونالمائة ، وهناك الكثير من الادعية المأثورة لذلك .

أقول : ليعلم القارئ الكريم ان الخيرة بالصورة التي اذكرها انما هي ما ذهب اليه صاحب العروة السيداليزدي(قده) والظاهر ان الامر لايقتصر على مختاره في الخيرة وان كانت تنسجم مع طائفة من الروايات لكنالخير الاخرى وردت بها روايات ايضا وهي ولو كانت ضعيفة لا يعول عليها لكن القضية مرتكزة في اذهانالمتشرعة كما نرى ذلك عيانا والسيرة قائمة على العمل بالخيرة سواء التي بالقرآن او المسبحة او الرقاع اوالبندقة فلا استيحاش ولا موجب لترك العمل بكل خيرة ورد النص بها عن طريق اهل البيت من غير النسبةالقطعية لهم(ع) خوفا من ان يكون تشريعا محرما ولكن لابأس بالعنوان الرجائي كسائر المستحبات التي وردالخبر الضعيف لها.